الفصل التاسع والأخير
بالكاد أستطاع ( فيصل ) السيطرة على إرتباك زوجته وخوفها على (يزن) فهو إبنهما الوحيد لذا تخاف عليه من كل شيئ .
حالته الآن مستقرة بعدما أصابته نزلة معوية شديدة.
(فيصل): أحمد الله على كل شيئ هو الآن بخير لقد تم إنقاذه لا تخافي .
(زينه):إنه طفلي الوحيد لا أقوى على رؤيته هكذا .
(فيصل): الطبيبة عملت جهدها على إنقاذه .
(زينة):نعم أصبت ولكن هل رأيت الشيئ الذي رأيته إن لديها طفل يشبه كثيرا طفلنا وفي نفس عمره ؟ إنها مصادفة غريبة!
(فيصل): نعم مصادفة غريبة إن لم يكن (يزن ) أمامي وقتها لقلت بأنه إبني .
وفي هذه اللحظة أتت (جمانة) لتطمئن على صحة الطفل ودخلت معها مساعدتها (أمل) ولكن عندما رأت ( أمل) (فيصل) و(زينة) أرتبكت كثيرا حتى وقعت الأدوية من يديها على الأرض فقالت لها ( جمانة) ماذا حل بك ؟
لم تستطع ( أمل) الكلام نهائيا وأخذت تنظر في وجه (فيصل) و(زينة)و(يزن) وعلامات الخوف والإرتباك واضحة عليها فخرجت مسرعة من الغرفة .
-----------------------------------------------------------------------------------------
ذهب ( أحمد) إلى منزله وجهز حقائبه بسرعة وتوجه الى المطار يريد السفر الى جنيف وهناك تم منعه وألقو ا القبض عليه كان مشكوكاً في أمره ولكن بما أنه ليس هناك أي دليل ضده وضعوه تحت المراقبة إنه مجرماً ومزوراً ومطلوباً للعدالة دولياً
أخيرا ألقوا القبض عليه بعد إعتراف( أحلام) أو (فاتن) التي قام بتزوير هويتها هي أيضاً وتقديمها للسيد (عماد) على أنها شقيقته لغرض الإنتقام ومواصلة أعماله الإجرامية تم إحالته إلى قسم الشرطة وهناك قاموا بمواجهته بمساعدته وكاتمة أسراره لقد أنكر معرفته بها في بادئ الأمر ولكنها قدمت لهم كل الأدلة والبراهين على جميع أعماله الإجرامية وهي من ساعده في ذلك .
--------------------------------------------------------------------------------
أتى (محمود) إلى المشفى ومعه الشرطة يحاولون القبض على الشخص الذي كان السبب في تغير مسار حياة عائلتين الشخص الذي خالف ضميره وخان مهنته ولكن من هو ؟ !
ذرفت دموع ( جمانه) غزيرة ً جداً عندما علمت بما جرى لها لحظة ولادتها بالطفلين عاشت ثماني سنوات على أن طفلها الأول قد توفي فعوضها الله بالثاني لم تكن تتوقع حصول ذلك لها بأن يتم إختطاف الطفل
ولكن من الذي قام بتلك الفعلة الشنعاء ولماذا ؟!
تعبت ( جمانة ) كثيرا وهي تفكر فيما مرت به من أحداث أليمه مؤخراً فكان لابد لها من أن تعرف من الذي قام بإختطاف طفلها .
( محمود) : لا تتعبي نفسك بالتفكير لقد تعبتي كثيرا اليوم ما واجهتيه اليوم لم يكن سهلا .
(جمانة): لماذا فعلوا بي ذلك؟
(محمود): إنه بدافع الإنتقام !
(جمانة): قل لي إذا من فعلها بي وشتت شمل عائلتي ؟!
(محمود): ذلك المدعو (رامز) أعترف أمام الشرطة بكل جرائمه بعدما بعدما فضحت أمره مساعدته (فاتن) هو من أستغل ظروف مساعدتك الممرضة (أمل) وقام ....
قاطعته (جمانه) بعنف وقالت من ؟! من تقول ؟ الممرضة ( أمل) لا أرجوك قل لي غير ذلك !
( محمود) : مع الأسف لقد أستغل (رامز) ظروفها المادية ومرض والدتها التي كانت مريضة جداً آنذاك وتحتاج الى زراعة كلى لذا أستغل حاجتها للمال وطلب منها أن تقوم بخطف الطفل ولم تكن تعلم بوجود طفل ثاني ولكن السؤال هنا أين ذهبت بذلك الطفل ؟!
أنهارت ( جمانة) فأجهشت بالبكاء وهي تقول أين إبني. ؟
إذا أين ذهبت به تلك الخائنة .
-------------------------------------------------------------
تم إحضار (أمل) ومواجهتها بما فعلته من قبل ثماني سنوات أجهشت بالبكاء طويلا وهي تقول لم يكن لدي خيار لقد أستغل حاجتي للمال بعدما علم بمرض أمي لقد طلب مني أن آخذ الطفل لقد طلب مني أن طفل السيد عماد وأن أتخلص منه لكني لم أستطع فعل ذلك فأكتفيت بوضعه عند سيدة كانت ولادتها متعسرةً جداً فتوفي طفل السيدة فأخذت طفل جمانة ووضعته بجانب السيدة
سألها المحقق من هي السيدة ؟ صمتت لحظة وأجابت عن إسم السيدة إنها أم الطفل (يزن ) الذي في غرفة (٢١٢)
ذهل ( محمود) و( جمانة) عندما سمعا ماقالته ( أمل) لقد عرفت الآن لماذا أرتبكت عندما شاهدت ( زينة) و( فيصل)
إذا ( يزن) إبنها المفقود لقد شعرت بالأمومة من ناحية الطفل عندما رأته من المرة الأولى حرك في داخلها أحاسيس غريبه شعرت وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد هرعت إليه بسرعة و دخلت غرفته و ما أن رأته لم تتمالك نفسها أحتضنته بكل قوتها بكل ما في قلبها من. مشاعر الأمومة في قلب كل أنثى ولكن السؤال الآن كيف سوف يتقبل والدا ( يزن ) خبر مثل هذا بأن الطفل الذي ربياه على أنه إبنهما لم يعد كذلك بالذات وأنه لا يستطيعان إنجاب غيره؟
----------------.--------------------------------------------------------
خسر ( عماد) كل أملاكه بعد ما صادرت الحكومة أمواله وأمرت بإقفال شركته لقيامه بأعمال مشبوهة والحكم عليه بالسجن عشر سنوات .
ندم على كل لحظة ضيعها بدون حبه السابق وبدون عائلته التي كونها كانت مبنية على الحب لقد عاش مع ( جمانة) أجمل سنوات حياته ولكنه ضيعها بطمعه وجشعه والآن قابع في سجنه وهو يذرف دموع الندم والحسرة.
-------------------------------------------------------------------------------
( فيصل) (زينة):ماذا تقول ؟! (يزن ) ليس طفلنا !!!
( الأخصائي الإجتماعي): يؤسفني قول ذلك لكم (يزن) ليس إبنكما إنه إبن الطبيبة ( جمانة) كما أخبرتكما أعرف أنه ليس من السهل قول ذلك لكم ولكنها الحقيقة لتتأكدا لابد من عمل تحليل الحمض النووي
أنهارت ( زينة) عندما سمعت بما قاله ( الأخصائي الإجتماعي) بشأن طفلهما لقد وقعت مغشيا عليها لم تستطع تحمل الخبر المر كيف ( يزن) لا يكون إبنها وهي التي من قامت بتربيته ولكنه القدر أراد ذلك .
-------------------------------------------------------------------------------------
بعد أسبوع ظهرت نتيجة الحمض النووي وتبين فعلا بأن ( يزن) و(راجي) طفلا (عماد) و(جمانة) .
كيف سوف يستقبل أهل (يزن) تلك الحقيقة المرة ؟ لابد من ذلك لأنها هي الحقيقة سواء كانت مقبولة أم لا .
(زينة) : أرجوك يا فيصل لا تدعهم يأخذون طفلي أنا من قام بتربيته لقد سهرت الليالي وتعبت كثيرا من أجله أرجوك لا تتركهم يأخذونه.
(فيصل): إنه إبننا لن أدع أي شخص يأخذه منا(يزن) كل حياتنا ولكن إهدئي سوف ألاقي حل لتلك المشكلة .
وفي هذه اللحظة دخل (محمود) و(جمانة) و( الأخصائي الأجتماعي) الى غرفة (زينة)
(محمود) : كيف حالكما اليوم هل أنت بخير يا(زينة) ؟
(فيصل): نعم هي بخير الآن وأنتما كيف حالكما؟
(محمود): شكرًا لله على كل حال.
( الأخصائي الأجتماعي): لقد علمتم بنتيجة التحليل التي قمنا بها والآن أتينا للوصول الى حل سلمي معكما بدون أن يؤثر ذلك على نفسية الأطفال .
أجهضت زينة بالبكاء وهي تقول عن أي حلول تتحدث (يزن) طفلي أنا ولن أسمح لأي شخص أن يأخذه مني .
( جمانه): ولكنه إبني أنا أيضاً وأريده معي .
( زينة):أنا أمه وأنا من قامت بتربيته إنه من حقي أنا .
( فيصل) : إهدئي يا زينة سوف نتفق .
( الأخصائي الإجتماعي): أود أن أخبركم جميعا بأن لا تخبروا الأطفال بالموضوع فهما ما زالا طفلين صغيرين وغير قادرين على إستيعاب خبر كهذا في الوقت الراهن يجب أن تتعاونوا جميعا على مصلحة الأطفال حتى يكبروا ويصبحوا قادرين على تقبل أمر مثل هذا . مارأيك يا جمانة؟
( جمانة) : إنني أم و اريد مصلحة الطفل ولكن كيف وهو لا يعر ف بأنني والدته كيف لي أن أصبر على ذلك؟
( الأخصائي الإجتماعي) : لن يطول عدم معرفته بك سوف يعرفك ولكن ليس الآن الى أن يكبر ونقوم بإخباره تدريجيا بعائلته الجديدة حاليا سوف يمكث مع عائلته ويتم إحضاره إليك بين وقت وأخر يتعرف عليك وعلى أخيه إلى أن يكبرا إن من الصعب إخباره الآن سيتأثر كثيرا وهذا ليس صحيا ً على عقله
وافق الجميع على ما أقترحه عليهم الأخصائي الإجتماعي من أجل مصلحة الجميع .
--------------------------------------------------------------------------------
بعد شهر من تلك الأحداث الأليمة قرر الجميع عمل حفلة عيد ميلاد للطفلين أجتمع الكل في منزل ( أم محمود)
( محمود) : لقد كانت أيام صعبة تلك التي قضيناها مؤخراً
( شمس): صعبة جداً ولكن تعلمنا منها الكثير وأعادت إلينا شخص عزيز على قلوبنا جميعا .
( أم محمود): هذا أجمل حدث في حياتي حفيدي الأخر رجع إلينا مرة أخرى وهذه أكبر نعمة .
( جوانا): لقد ركضت وراء الوهم ظنا مني بأنني سوف أعيش سعيدة طيلة حياتي إنها درس من دروس الحياة لابد لي أن أستفيد منها .
( سعاد): لا تحزني هي الدنيا هكذا دائماً تعلمنا ما نجهله لنكسب خبرة أكبر .
( زينة): والآن جاء وقت إطفاء الشموع .
حضرت جمانه ومعها قالب حلوى كبيرة وعليها الشموع قام بإخفائها (يزن ) و(راجي) فاحتضنتهم الاثنين والكل هنأها بعودة طفلها المفقود .
-----------------------------------------------------------------------